[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بسم الله الرحمن الرحيم
كانت السالفة السابقة عن عرار بن شهوان و أبن عمه عمير بن راشد وما حصل بينهم
بعد أن طالت الحروب بينه وبين أبن عمه عرار قرر عمير بن راشد الذهاب الى سلطان مارق وهو تركي الأصل وكان حاكما في شمال الجزيرة وذلك للبقاء هناك وصارت بين عمير بن راشد وسلطان مارق صلات صداقه وود قويه .
أما عرار بن شهوان فقد بقي في نجد .
وفي يوم من الأيام طلبت ميثاء زوجة عمير وأخت عرار أن يسمح لها بذهاب لزيارة اهلها في نجد فأذن لها ولكن عقيل اخو عمير أعترض على هذه الزيارة لأنه كان خايف من عرار أنه معاد يسمح لميثاء بالرجوع الى زوجها وعقيل يعرف طبع عرار ويعرف كراهيته لعمير.
وكان عمير يحب ميثاء ولا يستطيع أن يرفض لها أمر فيغضبها ولهذا سمح لها وهو غير راضي
وراحت ميثاء لزيارة أهلها وبقيت عندهم عدة أيام وعندما جاءت تبي ترجع الى زوجها منعها عرار رغبه في إيذاء عمير.
وعندما تأخرت ماجات ميثاء عرف عمير بان عرار منعها من الرجوع وازداد الشوق والحنين الى ميثاء فمرض مرضا شديد ألا أنه لم يفصح عما به من وجد وألام وأشدد عليه المرض حتى أشرف على الموت وقاموا أهله يعرضونه على مداوي ليداويه وعجز عن مداواته وكلما عرضوه للعلاج عجزوا عن مداواته وعلاجه.
وكان أخوه عقيل يسأله ويقول لو أن سبب مرضك فراق ميثاء ألا أن عمير ينفي ذلك بشده خوف أن يذهب عقيل الى عرار فيقتله ألا أن عقيل يشعر في داخل نفسه بأن مرض أخيه هو بسبب بعده عن زوجته التي أحبها فأراد أن يقطع الشك باليقين فذهب الى ألعبده التي تقوم بخدمة عمير فوجدها عند الناقة وماسكه بخطامها تقودها فاختبأ تحت بطن الناقة وطلب منها اذا جاءت الى المكان الذي كانت فيه عندما كانت ميثاء معهما ان ترمي بخطام الناقه أمام عمير وتقول باكيه :
ياعمي عمير هذا مكان دارنا يوم أن كانت عمتي ميثاء معنا ,وطلب عقيل من العبده أن تخفي وجوده تحت بطن الناقة حتى لو سألها عمير,فعندما سمع عمير كلام العبده سألها عمير عن عقيل قالت لا أعلم عنه فهاجت لواعج الشوق والحنين في قلب عمير عند سماعه قول ألعبده وأنشد القصيدة التالية :
سقى الله وقت فات يادار ميثاء = وقت الطرب واليوم صارت صدوف
حالي تكدر عقب ميثاء وعيني = تهل الدمــــوع ولا أحــــد بيشـــــوف
وقبل أن يتم عمير قصيدته دعاه عقيل من تحت الناقة على الفور خوف عليه أن يموت لان الضياغم إذا أنشد أحدهم قصيده مشحونة بالحزن والقسوة قد تنفطر كبده وتنتهي حياته ويموت ورد عليه عقيل قائلا:
نهـــــيتك مــن ذا ياعمـير بن راشـــد = كأنـي بمـا يجــري عليــك عـــروف
اقول لك اقبــــض مـيثا لاتهــــــــدها = ترى ميثاء مالها في الحريم وصـوف
عـبيـديه والاصـــل مـــن ال ضيــغم= تطــــوي علـى غـي الـزباد عكــوف
ثقيــــــله مابـــــين الوســطين مقعـــد = تمـــلا كبـــود النازحـــــــين حسوف
ولا جت من كلاب العرب شـق ثوبها = ولا جت بـــين الفــريقــــين تلــــــوف
أن سلمت (القادا) وأخوك ابن راشـد = غـــدينا لمــيثاء وعــرار ضيــــــوف
أن جاد هو من أهل الجــــود والثناء = وأن ما جـــاد فــعل أخــوك تشــوف
ويوم سمع عمير كلام أخوه عقيل أخذ الرمح وضربه في صدر ألعبده فقتلها لأنها كذبت عليه وأخفت عقيل تحت الناقة فقطع عقيل على نفسه عهد على أن يحضر لعمير زوجته ميثاء مهما كان الثمن لأن عقيل يعرف مدى حب أخيه لزوجته وأن ما أصاب عمير ماهو الا من فراق ميثاء وأن عودتها إليه هو الدواء الوحيد الذي يرد عافيته.
وذهب عقيل الى ديارعرار متنكر على ظهر ناقته (القادا) وهي ناقة تعدو كالسهم ولا يتصف شئ من الإبل في سرعتها.
وعندما وصل ديار عرار دخلها متنكر حتى التقى بميثاء وأخبرها عن حالة أخيه وأنه مريض من شدة حزنه لفراقها ويكاد أن يموت وميثاء تحب زوجها عمير ولا تطيق البعد عنه.
وكان لميثاء أخت أسمها زبار وكانت تحب عقيل وتتطلع للزواج منه.
وقام عقيل ودبر حيله مع ميثاء وزبار ليتخلصون بها من عرار ويرحلون الى ديار عمير بن راشد واتفقوا على أن تخرج ميثاء وزبار من البيت لان عرار ذكي وقد يفطن لعقيل ويعرفه ويعرف مقصده عندما يدخل عقيل على عرار ضيف وهو متنكر ويحرم من عشاه الا بطلبه ويطلب منه ميثاء وزبار .
فاختبأت ميثاء وزبار خارج بيت الشعر عندما كان يستقبل عرار ضيفه عقيل وهو متنكر وأكرم عرار ضيفه عقيل وقرب له العشاء ولكن عقيل قال لعرار انا لى طلب ولا أني بآكل عشاك حتى تعطيني طلبي.
وهنا اندهش عرار وأمعن النظر في عقيل فقال أنت عقيل قال نعم أنا عقيل قال عرار ويعلم بأن أبن عمه عقيل داهية قال جاك طلبك والله عطاك كل شئ خارج الدار لا ما في داخله ولم يكن عرار يعرف أن ميثاء وزبار قد اختبأتا خارج بيت الشعر لا في داخله ويوم سمعته ميثاء صاحت قائله حتى أنا وزبار فعرف عرار بأن هناك حيله الا أن عرار عطا ولا يستطيع أن يتراجع في وعده قال عقيل طلبي ميثاء زوجة أخوي عمير وزبار زوجة لي فقال عرار جاتك قال عقيل أبيك تجعلني في وجهك قال من أيش قال لا تطاردني حتى طلوع الشمس قال عرار أنت في وجهي فأكل عقيل العشاء وركب على ناقته (القادا) وميثاء وزبار معه والناقة لاتحتاج لوقت أطول لكي تصل الى ديار عمير في سلام فهي سريعة وبالفعل وصل قبل طلوع الشمس لديار عمير ويوم شاف عمير ميثاء قام من فراشه من شدة الفرحة وتعافى وعمت الجميع الفرحة بعودة ميثاء الى زوجها وعودة عقيل سالم وزواج عقيل من زبار وعادة المياه الى مجاريها .
أما عقيل مع زوجته زبارفقد حبها حب شديد إلا أنه ماكان يحس بحبها له فأراد أن يختبرها ويختبر مدى حبها له.
فقام يبحث عن ثعبان حتى وجده ثم قام بقتله وجاء به وطرحه بالقرب منه ثم تمدد على الأرض متصنعا الموت , ولما افتقدت زبار زوجها وبحثت عنه وجدته متمدد على الأرض والثعبان بالقرب منه فضنت بأنه لدغه وانه قد مات فصاحت زبار وشدت شعرها وقالت هذه القصيدة والدموع تتساقط من عينيها :-
البـــدو شــدوا وانتووا للــــرحيـلي = وزبار داجــــت مالقـــت من يشيلـها
عليت وكم طــــفله من طيب فــعلك= تبيــك ياعـــذب السجــــايا حليلــها
عليت وكم مهـرة عوقــت جــــريها = بعود القــــنا والخيل حامي جفيلها
علـــيت ياعــز جـارته ياعــــــــزها = أخو جارته وأن غاب عنها حليلــــها
مدمي خشوم الفوس من شمخ الذرا = ياحامي الضــيقات بعســـر ثقيلــها
مادور الغــرات في شــق ثوبـــــها = ولا هـــــو مســايلها ولا مستسيــلها
وقبل أن تتم زبار أخر كلمه من قصيدتها تحرك عقيل وقام خشيه علي زوجته أن تموت فالضياغم كما ذكرنا سابقا إذا أنشد أحدهم قصيده تفيض بالحزن والقسوة وقد يسقط ميتا من شدة الكمد.
وعندما رأت زبار أن زوجها حيا وأنه كان يختبرها زعلت ونوت أن ترحل عن الديار الى أهلها ولكن عمير لحق بها واعترضها وطلب منها أن تعود إلا أنه كانت مصره على الرحيل فقال لها عمير أن روحتي أبقتل نفسي إذا لم تعودي فاستحت زبار من عمير وعادت الى زوجها وعاشت معه بقية حياتها
.
.
.
.... منقول لعـيــونــكم ....