والله زمااااااان يا نصر
ألحق النصر الهزيمة الأولى بحق غريمه الهلال في دوري زين للمحترفين عندما أنهى ديربي عصر الخميس على استاد الملك فهد الدولي (أصفر اللون وكامل الأوصاف) بهدفين لهدف أشعلت الدوري وأعادت شيئاً من الزمن الجميل للعالمي الباحث عن العودة من جديد إلى اعتلاء القمم وكتبت في سطر التاريخ فوزاً نصراوياً على غريمه في ديربي العاصمة في آخر يوم من عام 2009.
الفوز النصراوي رفع رصيد العالمي إلى 18 نقطة وأوقف زحف الزعيم ورصيده على 38 نقطة، وأعاد ثقة النصراويين في المدرب داسيلفا الذي تعامل مع المباراة بفكر فني منطقي ليواصل فريقه من خلاله ما قدمه في الجولة الرابعة عشرة رغم الظروف الصعبة التي دخل بها أصحاب القمصان الصفراء وهو يلعب دون الثلاثي إيدر ولي وخالد راضي، في المقابل كانت الخسارة منطقية بحق الهلال الذي كان بعيداً جداً عن شخصية الزعيم الفنية في المباريات الماضية كما كانت محركاته الأجنبية ويلهامسون ونيفيز في أقل حالتها الأدائية أمام التألق الذي كان عليه أصدقاء الثلاثي سعد الحارثي وحسام غالي وأحمد عباس مفاجأة الديربي الغالية للنصراويين.
أهداف المباراة افتتحها المدافع النصراوي القادم عبدالله القرني (7) وعزز الفوز النصراوي رأس محمد السهلاوي (70) فيما جاء هدف الهلال الشرفي من نقطة الجزاء عن طريق محمد الشلهوب.
- دخل النصر المباراة بتشكيلة تألفت من الحارس عبدالله العنزي (حارس) والرباعي عبده برناوي وعبد الله القرني وماجد هزازي وحسين عبدالغني (الدفاع) ورباعي وسط أحمد عباس وإبراهيم غالب وحسام غالي وفيغاروا وفي الهجوم الثنائي سعد الحارثي ومحمد السهلاوي، ولعب مدربه داسيلفا برسم ميداني (4-4-2).
- دخل الهلال بقائمة مكونة من محمد الدعيع (حارس) ورباعي الدفاع أسامة هوساوي وحسن خيرات ولي وعبد الله الزوري والوسط رادوي وعبد اللطيف الغنام وويلهامسون ونيفيز ومحمد الشلهوب وفي الهجوم ياسر القحطاني، وانتهج المدرب من البداية طريقة (4-5-1).
- قاد المباراة الحكم اليوناني أناستاسيوس وكان موفقاً في أغلب قراراته عدا عدم إنذاره للروماني رادوي الذي تعمد عدداَ من المخالفات أبرزها ضد الحارثي.
انتفاضة ناجحة للنصر
استهل النصر انطلاق المباراة بضغط مفاجئ على المرمى الأزرق باحثاً عن هدف مبكر مستفيداً من التنظيم المميز الذي دخل به المباراة مما جعله يسيطر مبكراً على منطقة الوسط واستغلال الفجوات الموجودة في منطقة المحور والدفاع الهلالي.
الهجوم المبكر للأصفر حقق الهدف الرئيس منه بعد سبع دقائق عندما افتتح المدافع عبدالله القرني باب التسجيل مستفيداً من كرة ثابتة نفذها القائد عبدالغني ونفذ عبدالله لاستقبالها من بين دفاعات الهلال قبل أن يعدّل مسارها مغادراً اتجاه الدعيع نحو الزاوية اليمنى.
كشفت ردة الفعل الهلالية الضعيفة بعد الهدف استمرار التفوق النصروي على أرض الميدان نتيجة التحركات الصحيحة لغالي وعباس والحارثي، وكاد الأصفر يزور مرمى الدعيع مرة ثانية عندما وضع الحارثي زميله السهلاوي في مواجهة صريحة مع الدعيع لكن المهاجم النصراوي لم يحسن التنفيذ فتحولت كرته إلى ضربة ركنية في الدقيقة 18وقبلها بدقيقتين كان نفس اللاعب قد أطلق تسديدة قوية فوق العارضة.
خلال العشرين دقيقة الأولى لم يكن الهلال هو هلال المباريات الماضية بدليل أن وصوله لمرمى الحارس عبدالله العنزي كان معدوماً عدا من تسديدة ضعيفة أرسلها لي ليد الحارس النصراوي في الدقيقة 13.
بعد الـ20 الهلال يفيق
انتظر الهلال حتى الدقيقة 20 ليبدأ حضوره في المباراة وتزامنت تلك البداية مع أخطر لقطة زرقاء من قدم الروماني رادوي الذي أطلق كرة قوية من خارج منطقة الجزاء تصدى لها الحارس النصراوي، وحصل الهلال على ضربتي زاوية كاد من خلال الضربة الثانية يدرك التعادل عن طريق ياسر الذي سدد هوائية بجانب القائم في الدقيقة 25.
رغم التحسن الهلالي على مستوى الميدان إلا أن مشكلته في الوسط بقيت ثابتة مما جعل غيرتس يتدخل مبكراً بإدخال الفريدي في الدقيقة 29 بدلاً من الغنام الذي لم يستطع التأقلم مع رتم المباراة السريع.
تزامن دخول الفريدي مع خطورة زرقاء جديدة عن طريق التسديد عندما باغت الشلهوب الحارس النصراوي بيسارية زاحفة مرت بجانب القائم الأيسر، ونتيجة لبعض المشاركات غير القانونية أبرز الحكم (أناستاسيوس) البطاقة الصفراء لعبده برناوي وأسامة هوساوي في فترة كانت المباراة تمر بدقائقها الهادئة.
قبل نهاية الشوط الأول كاد النصر المتفوق (تكتيكيا) يعود للتسجيل عن طريق السهلاوي الذي استلم لقطة هائلة من سعد الحارثي بيد أن رأسية الأول تلامس العارضة وتعتلي مرمى الدعيع في الدقيقة 44.
هجوم أزرق دون أهداف
بعد العودة من الغرف المغلقة بادر الهلال بشن الهجوم بحثاً عن العودة للمباراة فسدد الشلهوب بعد دقيقتين يسارية عالية، وأبرز الحكم بطاقة مجانية للسهلاوي في الدقيقة 48.
مع أن الهلال يسيطر من بداية الشوط الثاني إلا أن مفاتيحه كانت معطلة وبخاصة ويلهامسون الذي ظهر لأول مرة في الدقيقة 54 وكاد ذلك الظهور يعيد الأزرق للمباراة لكن الحارس النصراوي عبدالله العنزي الذي تجاوز أزمة مباراة الشباب تألق أمام الكرة الأخيرة من الزوري حولها إلى ضربة ركنية زادت من ثقة لاعبي النصر.
الأصفر في هذا الشوط لعب على الكرة المرتدة وعلى الأرقام الصعبة التي تتألق على أرض الملعب (عباس وسعد وحسام) والأخير كاد يفتح في الدقيقة 60 الطريق لهدف ثان عندما قاد هجمة مرتدة من الجهة اليسرى وأرسلها لسعد والسهلاوي لكن تدخلاً أخيراً من الدعيع ينقذ الموقف.
المحاولات الزرقاء رغم تباعدها إلا أنها في بعض الأحيان تشكل نوعاً من الخطورة كرأسية ياسر في الدقيقة 62 التي ذهبت فوق العارضة والمحاولة الأقوى من رادوي الذي أطلق تسديدة قوية ثانية في اللقاء تصدى لها ببراعة العنزي في الدقيقة 67، بعدها بدقيقة رفع الحكم الكارت الأصفر لماجد هزازي.
السهلاوي يعزز التفوق
في كرة القدم (إذا لم تسجل فانتظر في مرماك هدفاً) هكذا كان الحال بالنسبة للهلال الذي تلقى في الدقيقة 70 الإصابة القاتلة عندما سجل السهلاوي (بالتخصص) الهدف النصراوي الثاني مستغلاً عرضية أحمد عباس بعد منظومة بدأها المتألق (أمس) سعد الحارثي وأنهاها السهلاوي برأسه على يمين الدعيع.
بعد الهدف مباشرة أدخل مدرب النصر الثنائي أحمد المبارك وريان بلال بدلاً من المصابين السهلاوي وعباس وهو تغيير أبقى التكتيك الأصفر على ما هو في استدلال فني منطقي للحفاظ على التفوق في الميدان وفي النتيجة، في المقابل لم يكن أمام غيرتس غير المغامرة الأخيرة فأدخل العابد والمحياني بدلاً من نيفيز وويلهامسون في محاولة أخيرة لإنقاذ الموقف لكن ذلك لم يتحقق بل كاد النصر يسجل للمرة الثالثة في الدقيقة 77 عن طريق الحارثي تلقى نسخة (كربونية) للهدف الثاني من حسام غالي لكن التسديدة اليسارية للحارثي اعتلت العارضة.
في الدقائق العشر الأخيرة أبرز الحكم عدداً جديداً من البطاقات التي تعتبر مجانية بحق سعد الحارثي وفيغاروا وحسام غالي، وفي الدقيقة 89 أخرج داسيلفا سعد وأحل الزيلعي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هدف شرفي للأزرق
منح الحكم خمس دقائق إضافية في الشوط الثاني كان الحدث الأبرز فيها حصول الهلال على ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة سجل منها الشلهوب هدف الهلال الشرفي وهدفه الحادي عشر في البطولة وطرد بسببها المتألق دفاعياً عبده برناوي.
من المباراة
اصطاد النصر عدة عصافير بحجر فوزه أمس.. أوقف انتصارات غريمه.. وأشعل الدوري.. وحقق الانتصار في الديربي بعد انتظار أكثر من خمس سنوات.
سعد الحارثي لعب 89 دقيقة كان فيها شعلة من النشاط وأحد أسباب فوز الأصفر.
[
خسارة الهلال ليس لها تبرير إلا أنها نتيجة طبيعية لتراجع المستوى الذي يمر به الفريق من بعد فوزه على الاتحاد.
عبده برناوي رغم طرده إلا أنه أنسى النصراويين أمس إيدر، في المقابل كان عباس المفاجأة الثمينة في المباراة.
العنزي تجاوز أزمة مباراة الشباب وقدم مباراة الانطلاق للنجومية.
حكم المباراة كان متألقاً ولا يحسب إلا تساهله في منح رادوي كارتاً مستحقاً لتعدد مخالفاته وبخاصة مع الحارثي.
منقول من صحيفة الجزيرة